كُنَّاشةٌ علمِيَّة .

فَصل [ طلب الكَمال في المُمكِن مِن الأَحوالِ ] .
”  مَن أعمل فِكره الصَّافِي دلَّه على طلبِ أشرفِ المقامات ، ونهاهُ عن الرِّضى بالنَّقصِ في كُل حال ..
والسِّيرة الجَميلة عِند الحُكماء خُروج النَّفسِ إلى غَاية كَمَالها الممكن لَها فِي العِلم والعَمَل ..
وَمِن أقبحِ النَّقص التقليد , فإن قويت همَّته رقته إلى أن يختار لنفسه مذهباً ، ولا يتمذهب لأحد ، فإن المقلد أعمى يقوده مقلده . ثم ينبغي أن يطلب الغاية في معرفة الله تعالى ومعاملته ..
وفِي الجُملة لا يترُك فضيلةً يُمكِن تَحصِيلها إلا حَصلها , فإنَّ القنوع حالة الأرذال ..
قال الشَّاعِر :
فَكُن رجلاً رِجله في الثرى 
وهامةَ همَّته في الثريا .
ولو أمكنك عبور كل أحد من العلماء والزهاد فافعل ، فإنهم كانوا رجالاً , وأنت رجل . وما قعد من قعد إلا لدناء الهمة وخساستها .
واعلم أنَّك في ميدانِ سباقٍ ، والأوقات تنتهب ، ولا تخلد إلى كسل ، فما فات ما فات إلا بالكسل ، ولا نال من نال إلا بالجد والعزم .
وإنَّ الهِمة لتَغلي فِي القلوب غليانَ ما فِي القدور .. “

 

صَيد الخاطر لابن القيِّم [ 153 : 155 ]

 

 

 

أضف تعليق